وصف الدكتور صائب عريقات دعوة محمود الزهار أحد قادة الانقلاب الدموي الحمساوي لربط اقتصاد الضفة الغربية بالأردن بعد ان طالبت حماس بربط اقتصاد القطاع بمصر بأنه إمعان من حماس في تدمير المشروع الوطني الفلسطيني.
وأكد عريقات "ان المسالة عند الزهار تتلخص في الإبقاء على الانقلاب واستمرار حالة الفوضى والضياع والحصار الظالم المفروض على 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة".
وقال عريقات "ان أي قيادة سياسية يفرض على شعبها حصار، تسعى إلى فك هذا الحصار وليس إلى تعزيزه"، وأكد ان كسر الحصار يتم بتوحيد الشعب الفلسطيني والتمسك بالهوية الوطنية والتراجع الفوري عن الانقلاب.
وقال "ان إصرار حماس على فصل قطاع غزة عن الضفة أمر غير طبيعي وبالتالي فان أي جهود تبذلها القيادة الفلسطينية لن تنجح في الحيلولة دون فصل الضفة عن قطاع غزة".
وقال د. عريقات لإذاعة "صوت فلسطين" اليوم "اننا مع رفع الحصار عن أبناء شعبنا الفلسطيني، لان هذا النفر الذي استولى على قطاع غزة اتخذ من 1.5 مليون إنسان رهائن وأقدم على العبث بأمن مصر وبأمن الضفة الغربية وبأمن فلسطين ودمر إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية في سبيل الإبقاء على الانقلاب قائماً في القطاع".
وأضاف عريقات "ان ما أقدمت عليه حماس هو المطلوب إقليمياً وإسرائيلياً ودولياً"، وأشار إلى "ما قاله أيهود أولمرت في لقائه الأخير مع الرئيس عباس الذي أعلن استعداده لتسلم مسؤولياتنا على المعابر ومنها معبر رفح، تساءل أولمرت أين سيكون مكان الحرس الرئاسي في كيرم شالوم، ام في القاهرة ام تحت رحمة حماس في غزة".
وأضاف عريقات "الإسرائيليون يعرفون تماماً اننا هزمنا في قطاع غزة، وان الفئة الانقلابية تعمق الانقلاب، وان كل المؤشرات تتجه نحو فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة"، وقال "لتتحمل حماس المسؤولية، وليتحمل الزهار المسؤولية عن ذلك".
ورداً على سؤال ان إسرائيل ستبحث موضوع فصل القطاع هذا الأسبوع قال عريقات "ان إسرائيل التي أعلنت عن قطاع غزة كياناً معادياً تتحلل من مسؤوليتها القانونية ومن مسؤوليتها كسلطة احتلال، وإذا تمكنت من فصل القطاع عن الضفة تكون قد دمرت المشروع الوطني الفلسطيني إلى سنوات كثيرة قادمة".
وقال "ان هذه وظيفة الاحتلال، لكن ما هي وظيفة حماس؟ هل وظيفتها تكريس ذلك، والقول إننا يجب ان نفصل اقتصادياً.. المسألة ليست من أين يأتي الأكل، وإدارة الأوطان لم تعد قوافل مساعدة.. ويبدو ان الاقتصاد في نظر انقلابيي حماس هو قوافل المساعدة من سيشحدنا النفط، ومن سيشحدنا رواتب المعلمين والأطباء"، وتساءل "أهكذا تقوم الدول؟ وهل هذا هو مصير الشعب الفلسطيني حسب ما تفكر هذه الفئة".
وأعرب عريقات عن اعتقاده "ان انقلابيي حماس لديهم التصميم الكامل للاستمرار في مخططهم، وأنهم سيقوموا بإحراج مصر مرة أخرى كما سيحرجوا الجميع من خلال سياستهم التي تقوم على التخوين والتكفير والفساد والإحراج والخطف والرهائن".
وقال "ان إسرائيل اختارت ان تسير باتجاههم نحو فصل كامل للضفة الغربية عن قطاع غزة لان الدولة الفلسطينية لم تكن في يوم من الأيام هدفاً لهؤلاء الانقلابيين في حماس".
وحول المعابر قال عريقات "ان الجميع يدرك ان حماس تسيطر على قطاع غزة واذا رفضت حماس اتفاقية المعابر فان كل شيء سوف يرفض"، وقال "ان حماس رفضت كل شيء، ترفض الدور الأوروبي ودور السلطة الفلسطينية، وترفض أي دور لا يؤهلها ان تفتح المعابر على طريقتها".
وأضاف "ما رأيناه على المعبر والحدود من تحول مرافقين إلى شرطة ومراسم وكاميرات وكأن السياسة هي ما تقوله التلفزيونات من كيل الشتائم والتخوين والتكفير والاعتقاد ان الاقتصاد هو من اين نأتي بالمساعدات وهل الدول التي تقدم المساعدات حريصة على فصل الضفة عن غزة وهل الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد حريص على فصل الضفة عن القطاع معاذ الله، ففلسطين عزيزة على قلبها، والجميع يتعاطف مع الحصار المفروض على شعبنا والجميع يحزن على الحصار وما آلت اليه أوضاع شعبنا في قطاع غزة، ولكن آن الأوان لهذا الجميع ان ينهض وان يقول بصوت مرتفع آن الأوان لهذا الانقلاب ان ينتهي وآن الأوان لوضع حد لهذه السياسات الانقلابية التي عادت على الشعب الفلسطيني بالدمار والخراب وأصبحت نقطة ارتكاز لتحلل من مسؤولياتها كاملة اتجاه الضفة وقطاع غزة واتجاه تدمير القضية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من دولته الفلسطينية المستقلة".